الثلاثاء، 5 أبريل 2011

وضع الخطوط العريضة لاستعادة دور "الأزهر الشريف"





 
في مؤتمر حمل عنوان "المؤتمر الأول لدعم الازهر" الذي انعقد امس السبت بنقابة الصحفيين المصريين في القاهرة، اكد مشيخة الازهر على ضرورة النهوض بالازهر واستعادة دوره الفعال في المجتمع المصري والذي كان عليه قبل العام ١٩١٣م.
وأكد الشيخ جمال قطب رئيس لجنة الإفتاء الأسبق أن إصلاح الأزهر يبدأ بتجميع شتات المؤسسة الدينية التي تفرقت في عام ١٩١٣م إلى دار الإفتاء ووزارة الأوقاف ومشيخة الأزهر؛ ما أدى إلى عشوائية في التصريحات والفتوى، وانتقص من دور الأزهر.

وأوضح أن العديد من المؤسسات في مصر ومنها الجيش والقضاء ومجلس الشعب، مستقلة ماليًّا، ولكن الأزهر لم يحظ بنفس الاستقلالية، بالرغم من أنه هو الرمز والعلم.

وأشار إلى أهمية قضية انتخاب شيخ الأزهر، وأهمية ألا تقتصر عليه بل لا بد من تعميم الفكرة؛ لتبدأ من انتخاب شيخ المعهد من الأسرة المحيطة به والعاملة معه وصولاً إلى شيخ الأزهر.

وقدَّم الشيخ قطب بعض المقترحات للنهوض بالأزهر من جديد، وعلى رأسها إنصاف جميع العلماء الحاليين والموجودين في الخدمة، وتعيين من لم يعين منذ سنة ١٩٩٣م، وإعادة دور الكتاتيب وتدعيمها، مع فتح جميع المساجد المغلقة، والقيام بدور فعال في نشر مبادئ الإسلام السمحة.

ومن جانبه اكد الشيخ صلاح نصار رئيس "اتحاد الأئمة تحت التأسيس"، أن ثورة الخامس والعشرين من يناير نقلتنا من ظلمات دامت طويلاً إلى نور تعلقت به الأبصار، واستيقظت به الضمائر.

وأشار إلى أن الأزهر الشريف في الماضي والحاضر قبلةُ العلم والعلماء، فهو الجامع والجامعة، وهو يقوم بدوره ويؤديه كما أراد الله له أن يؤديه، ومنهجه في ذلك الوسطية التي تعني هنا القمة، فهو في أعلى منزلة وأعلى مكانة.

واشار النصار الى ان دور الازهر كان قد همش في العهد البائد؛ بسب تكميم الأفواه لكلِّ من أراد أن ينطق بالحق؛ وبسبب إرهاب جهاز أمن الدولة المنحل، مشيرًا إلى أنه بعد أن تحررت الأفواه فدور الأزهر لا بد أن يعود إلى الساحة بكلِّ حرية.

وأوضح أن تحقيق استقلالية الأزهر يبدأ من الاهتمام بأئمة ودعاة الأزهر الشريف، بإنشاء نقابة لهم، والنظر في الكادر المخصص لهم؛ حتى لا يحتاجون لأحد، ولا يستطيع أحد أن يحجر على آرائهم.

وناقش الدكتور فياض عبد المنعم أستاذ الاقتصاد بكلية التجارة في جامعة الأزهر عددًا من المحاور المتعلقة بعودة دور الأزهر إسلاميًّا وعالميًّا والحفاظ على وسطية الإسلام وتفعيل دوره التاريخي والريادي، وأن رموز الأزهر وعلماءه خطٌّ أحمر لا يجوز المساس بهم.

وشمل الملتقى مناقشةً حول المشكلات التي تواجه الطلاب الوافدين الدارسين في جامعة الأزهر، ومن أهم هذه المشكلات ضعف اللغة العربية للوافدين، وخصوصا من هم من أصول غير عربية.

وطالب المؤتمرون تنظيم دورات لتقوية اللغة العربية للوافدين وتفعيل دور رابطة خريجي الأزهر بجنوب شرق آسيا، سواء على المستوى الديني أو الاجتماعي أو التربوي، وإرسال البعثات الأزهرية المؤهلة لنشر روح التسامح بين شعوب هذه المنطقة.

وشدَّد المؤتمر في ختام أعماله على وسطية الأزهر وعالميته، وإعطاء أهل التخصص دورهم، مع تأييدهم شعبيًّا، وعدم التدخل لغير المتخصصين، والتأكيد على أن الأزهر مؤسسة مصرية مستقلة، وحرة في فكرها وكلمتها وإدارتها، وهي عالمية الفكر والتأثير، والتشديد على أهمية مواكبة الأزهر إعلاميًّا بما يتلاءم مع آليات العصر.