الأربعاء، 4 مايو 2011

وتعيشي ياضحكت مصـــر


مصر : أرض الكنانة كم ضحكت وكم بكت ؟!!

مصر أرض الحضارات وأرض البطولات وأرض الأساطير وأرض الفراعنة .. تشبعت هذه الأرض بكثير من الثورات وذاقت من دماء البشر مالم تذقه أرض غيرها .. سالت أنهار الدماء تحاكي نهر النيل المتربع على متنها .. منذ فجر التاريخ ومصر محط أنظار الغزاة ومحط أنظار العشاق الكل جاءها بتعبيراته .. جيش عرمرم يدك حصونها ويقتل أهلها ويخطف جمالها وممالك تعاقبت على حكمها فمنصف لها وظالم غاشم .. فراعنتها أرخوا وجودهم بتماثيلهم ومنحوتاتهم وأهراماتهم وأطلقوا عليها الارض السوداء او كمت بلغتهم ... وعشاق كتبوا ديباجة قصائدهم وأريج حروفهم لازالت تعبق هناك رغم تشويه البشر لوجهها الحسن لفترات طويلة..
حكمها الفراعنة بعد معارك ضارية مع الهكسوس الأقباط ومن ثم أتى الإغريق مستولين عليها بقيادة عظيمهم الاسكندر الأكبر مؤسس الاسكندرية ومالبثت أن إستسلمت مصر للبطالمة والرومان والبيزنطيون .. حيث لم يعرف العرب هذه البقعة المجيدة بعد..ولما تولى عمر بن الخطاب رضي الله عنه الخلافة الاسلامية فتح مصر وطرد البيزنطيين لأخر مرة بواسطة عمرو بن العاص رضي الله عنه
فاحتواها المسلمون العرب واعتنوا بها عناية فائقة حتى رجعت حضارتها القديمة بحضارة اسلامية أنارت العالم ..حتى توالت عليها الخلافة الراشدة فالدولة الاموية فالعباسية ثم دولة الاخشيد والطولونيون ومن ثم كانت للفاطميين الذين أسسوا القاهرة في حكم المعز لدين الله الفاطمي ولم يطل مقامهم فيها حتى استولى عليها الايوبيين حتى ذهبت تدريجيا للماليك الذين هم عبيد الايوبيين وكانوا من ضمن المحاربين في الجيش .. واستقرت اخيرا في كنف الخلافة العثمانية .. واستمرت حتى بعد تولية محمد علي باشا المحارب الالباني الذي حكمت سلالته مصر حتى ثورة يوليو سنة 1952م الذي قام به الضباط الاحرار وأطاحوا بالملكية في مصر وعرفت مصر الثورات قبل ذلك بدءاّ من ثورة احمد عرابي فيما عرفت تاريخيا بالثورة العرابية عام 1881م ضد حكومة الخديوي توفيق ثم توالت على مصر ثورات 1919م الذي أجج أوراها سعد زغلول ضد الانجليز وحالات الطواريء العامة أو مايعرف بالاحكام العرفية وانتهاءاً بثورة يوليو 23 1952م التي عصفت بحكم آل محمد علي باشا وطرد آخر جندي بريطاني سنة 56م والتي تعتبر انتصار حقيقي للوطنيين المصريين ..ومن ثم توالت على مصر نكبات وويلات وحروب ومؤامرات سواء من داخل مصر نفسها من بعض المرتزقة أو العتاة المرتشين أو من خلال العدوان الخارجي .. وظلت مصر تئن تحت وطأة هذه التقلبات حتى إستقرت نسبيا في عهد الرئيس أنور السادات بسبب إتفاقية كامب ديفيد كثيرة الجدل التي قطعت علاقة مصر بجاراتها من الدول العربية وسار على الطريق نفسه الرئيس محمد حسني مبارك مكملاً مابدأه سلفه الى أن أتت ثورة 25 يناير2011م التي أطاحت بأخر حاكم عسكري للجمهورية المصرية الوليدة منهية حكم عسكري بدأه الرئيس محمد نجيب وجمال عبدالناصر... وكان تنحي الرئيس حسني مبارك بمثابة عيد وطني لدى المصريين في 11 فبراير سنة 2011م... إن الناظر لتاريخ مصر على طول التاريخ ليجد ماعصف بأرض الكنانة فتارة ضحكت فرحاً وتمايلت طرباً كونها سيدة بلاد العالم المتحضرة وتارة تبكي دماً وتبكي بؤساً وفقراً وتنحب على حالها البئيس الذي أوصلها له أبنائها ..
فعلى مر العصور بكت وضحكت وعلى مر العصور فرحت وحزنت .. فهل هذا قدر مصر أن تكون أرضاً للثورات ومسرحاً للحروب ومطمعاً لجيوش العالم .. هل ستسود الطمأنينة أرض الكنانة بعد ثورة 25 فبراير أم سيسودها الغموض والتقلبات ...صراعات على هذه البقعة من أجل تملكها بينما تقف أهراماتها شاهدة العصر ويجري نيلها مخضباً بدماء الشهداء ودماء أمم قضت ..
فدمتي آمنة يامصر قال تعالى ( ادخلوا مصر ان شاء الله آمنين ) .. ..
 حفظك الله يامصر.