السبت، 4 فبراير 2012

الحب في الزمن الحزين




لا تندمي..
كل الذي عشناه نار سوف يخنقها الرماد
فالحب في أعماقنا طفل غدا نلقيه.. في بحر البعاد
وغدا نصير مع الظلام حكاية
أشلاء ذكرى أو بقايا.. من سهاد
* * *
وغدا تسافر كالرياح عهودنا
ويعود للحن الحزين شراعنا
ونعود يا عمري نبيع اليأس في دنيا الضلال
ونسامر الأحزان نلقي الحلم في قبر المحال
أيامنا في الحب كانت واحة
نهرا من الأحلام فيضا من ظلال
والحب في زمن الضياع سحابة
وسراب أيام وشيء من خيال
ولقد قضيت العمر أسبح بالخيال
حتى رأيت الحب فيك حقيقة
سرعان ما جاءت
وتاهت.. بين أمواج الرمال
* * *
وغدا أسافر من حياتك
مثلما قد جئت يوما كالغريب..
قد يسألونك في زحام العمر عن أمل حبيب
عن عاشق ألقت به الأمواج.. في ليل كئيب
وأتاك يوما مثلما
تلقي الطيور جراحها فوق الغروب
ورآك أرضا كان يحلم عندها
بربيع عمر.. لا يذوب
لا تحزني..
فالآن يرحل عن ربوعك
فارس مغلوب..
أنا لا أصدق كيف كسرنا
وفي الأعماق.. أصوات الحنين
وعلى جبين الدهر مات الحب منا.. كالجنين
قد يسألونك.. كيف مات الحب؟؟
قولي... ... جاء في زمن حزين!!
ـــــــــــ
عاشق الامل

مختارت شعرية

يقولون عني كثيرا كثيرا 

وأنت الحقيقة لو يعلمون 

لأنك عندي زمان قديم 
أفراح عمر وذكرى جنون 
وسافرت أبحث في كل وجه 
فألقاك ضوءا بكل العيون 
يهون مع البعد جرح الأماني 
ولكن حبك لا.. لا يهون 
* * * 
أحبك بيتا تواريت فيه 
وقد ضقت يوما بقهر السنين 
تناثرت بعدك في كل بيت 
خداع الأماني وزيف الحنين 
كهوف من الزيف ضمت فؤادي 
وآه من الزيف لو تعلمين 
* * * 
لماذا رجعت زمانا توارى 
وخلف فينا الأسى والعذاب 
بقاياي في كل بيت تنادي 
قصاصات عمري على كل باب 
فأصبحت أحمل قلبا عجوزا 
قليل الأماني كثير العتاب 
* * * 
لماذا رجعت وقد صرت لحنا 
يطوف على الأرض بين السحاب؟ 
لماذا رجعت وقد صرت ذكرى 
ودنيا من النور تؤوي الحيارى 
وأرضا تلاشى عليها المكان؟ 
لماذا رجعت وقد صرت لحنا 
ونهرا من الطهر ينساب فينا 
يطهر فينا خطايا الزمان؟ 
فهل تقبلين قيود الزمان؟ 
وهل تقبلين كهوف المكان؟ 
أحبك عمرا نقي الضمير 
إذا ضلل الزيف وجه الحياة 
* * * 
أحبك فجرا عنيد الضياء 
إذا ما تهاوت قلاع النجاة 
ولو دمر الزيف عشق القلوب 
لما عاش في القلب عشق سواه 
دعيني مع الزيف وحدي وسيفي 
وتبقين أنت المنار البعيد 
وتبقين رغم زحام الهموم 
طهارة أمسي وبيتي الوحيد 
أعود إليك إذا ضاق صدري 
وأسقاني الدهر ما لا أريد 
أطوف بعمري على كل بيت 
أبيع الليالي بسعر زهيد 
لقد عشت أشدو الهوى للحيارى 
و بين ضلوعي يئن الحنين 
وقد استكين لقهر الحياة 
ولكن حبك لا يستكين 
يقولون عني كثيرا كثيرا 
وأنت الحقيقة لو تعلمين



ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

قالت: سوف تنساني

وتنسى أنني يوما

وهبتك نبض وجداني

وتعشق موجة أخرى

وتهجر دفء شطآني

وتجلس مثلما كنا

لتسمع بعض ألحاني

ولا تعنيك أحزاني

ويسقط كالمنى اسمي

وسوف يتوه عنواني

ترى.. ستقول يا عمري

بأنك كنت تهواني؟!

* * *

فقلت: هواك إيماني

ومغفرتي.. وعصياني

أتيتك والمنى عندي

بقايا بين أحضاني

ربيع مات طائره

على أنقاض بستان

رياح الحزن تعصرني

وتسخر بين وجداني

أحبك واحة هدأت

عليها كل أحزاني

أحبك نسمة تروي

لصمت الناس.. ألحاني

أحبك نشوة تسري

وتشعل نار بركاني

أحبك أنت يا أملا

كضوء الصبح يلقاني

أمات الحب عشاقا

وحبك أنت أحياني

ولو خيرت في وطن

لقلت هواك أوطاني

ولو أنساك يا عمري

حنايا القلب.. تنساني

إذا ما ضعت في درب

ففي عينيك.. عنواني



ـــــــــــــــــــــــــــــــــ

السقف ينزف فوق رأسي

والجدار يئن من هول المطر

وأنا غريق بين أحزاني تطاردني الشوارع للأزقة .. للحفر !

في الوجه أطياف من الماضي

وفي العينين نامت كل أشباح السهر

والثوب يفضحني وحول يدي قيد لست أذكر عمرهُ

لكنه كل العمر ..

لا شيء في بيتي سوى صمت الليالي

والأماني غائمات في البصر

وهناك في الركن البعيد لفافة

فيها دعاء من أبي

تعويذة من قلب أمي لم يباركها القدر

دعواتها كانت بطول العمر والزمن العنيد المنتصر

أنا ماحزنت على سنين العمر طال العمر عندي .. أم قصر

لكن أحزاني على الوطن الجريح

وصرخة الحلم البريء المنكسر



ــــــــــــــــــــــــ

أريد الحياة! 

ولاحت عيونك ضوءا حزينا

تهادى مع الليل خلف الفضاء

وجئت إليك كغصن عجوز

تئن على وجنتيه الدماء

عشقتك صبحا ندى الرحيق

رعيتك فجرا تقي الضياء

ويوما صحوت من الحلم طفلا

رأيتك مثل جميع النساء

تريدين سجنا وقيدا ثقيلا

وقد عشت عمري سجين الشقاء!

أخاف القيود وليل السجون

وهل بالقيود يكون العطاء..؟!

أريد الحياة ربيعا وفجرا

وحلما أعانق فيه السماء

فماذا تفيد قيود السنين

نكبل فيها المنى والرجاء؟!

ترى هل تريدين سجنا كبيرا

وفي راحتيه يموت الوفاء؟

أريد الحياة كطير طليق

يرى الشمس بيتا يرى العمر.. ماء

أريدك صبحا على كل شيء

كفانا مع الخوف ليل الشقاء!!





ــــــــــــــــــــ


عاشق الامل

عندما ننتظر القطار







قالت: سأرجع ذات يوم



عندا يأتي الربيع..



و جلست أنظر نحوها



كالطفل يبكي غربة الأبوين



كالأمل الوديع



تتمزق الأيام في قلبي



و يصفعني الصقيع



كان الخريف يمد أطياف الظلال



و الشمس خلف الأفق تخنقها الروابي.. و الجبال



و نسائم الصيف العجوز



تدب حيرى.. في السماء



و أصابع الأيام تلدغنا



و يفزعنا الشتاء



و الناس خلف الباب تنتظر القطار..



و الساعة الحمقى تدق فتختفي



في الليل أطياف النهار



و اليأس فوق مقاعد الأحزان



يدعوني.. فأسرع بالفرار



* * *



الآن قد جاء الرحيل..



و أخذت أسأل كل شيء حولنا



و نظرت للصمت الحزين



لعلني.. أجد الجواب



أترى يعود الطير من بعد اغتراب؟



و تصافحت بين الدموع عيوننا



و مددت قلبي للسماء



لم يبق شيء غير دخان



يسير على الفضاء



و نظرت للدخان شيء من بقايا يعزيني



و قد عز اللقاء..



* * *



و رجعت وحدي في الطريق



اليأس فوق مقاعد الأحزان



يدعوني إلى اللحن الحزين



و ذهبت أنت و عشت وحدي.. كالسجين



هذي سنين العمر ضاعت



و انتهى حلم السنين



قد قلت:



سوف أعود يوما عندما يأتي الربيع



و أتي الربيع و بعده كم جاء للدنيا.. ربيع



و الليل يمضي.. و النهار



في كل يوم أبعث الآمال في قلبي



فأنتظر القطار..



الناس عادت.. و الربيع أتى



و ذاق القلب يأس الانتظار



أترى نسيت حبيبتي؟



أم أن تذكرة القطار تمزقت



و طويت فيها.. قصتي؟



يا ليتني قبل الرحيل تركت عندك ساعتي



فلقد ذهبت حبيبتي



و نسيت.. ميعاد القطار..!

ويبقى السؤال





سئمت الحقيقة
لأن الحقيقة شيء ثقيل
فأصبحت أهرب للمستحيل 
ظلال النهاية في كل شيء 
إذا ما عشقنا نخاف الوداع 
إذا ما التقينا نخاف الضياع 
وحتى النجوم.. 
تضيء وتخشى اختناق الشعاع 
هموم السفينة ترتاح يوما 
وتلقي بعيدا.. بقايا الشراع 
إذا ما فرحنا.. نخاف النهاية.. 
إذا ما انتهينا.. نخاف البداية 
وما عدت أدرك أصل الحكاية 
لأن الحقيقة شيء ثقيل.. 
سئمت الحقيقة.. 
تشرد قلبي زمانا طويلا 
وتاه به الدرب وسط الظلام 
حقيقة عمري خوف طويل 
تعلمت في الخوف ألا أنام 
نخاف كثيرا 
عيون ينام عليها السهر 
نخاف الحياة.. نخاف الممات 
نخاف الأمان.. نخاف القدر 
وأوهم نفسي.. 
بأن الحياة شيء جميل 
وأن البقاء.. من المستحيل 

سئمت الحقيقة.. 
فما زلت أعرف أن الحياة 
ومهما تمادت سراب هزيل 
وما زلت أعرف أن الزمان 
ومهما تزين.. قبح جميل 
وأعرف أني وإن طال عمري 
سأنشد يوما.. حكايا الرحيل 
وأعرف أني سأشتاق يوما 
يضاف لأيام عمري القليل 
ونغدو ترابا.. 
يبعثر فينا الظلام الكسيح 
ونصبح كالأمس ذكرى حديث 
تراتيل عشق لقلب جريح 
وفي الصمت نصبح شيئا كريها 
وأشلاء نبض لحلم ذبيح 
وتهدأ فينا رياح الأماني 
وبين الجوانح.. قد تستريح 
ونغدو بقايا.. 

تطوف علينا فلول الذئاب 
فتترك للأرض بعض البقايا 
وتترك للناس بعض التراب 
حقيقة عمري بعض التراب 
وتلك الحقيقة.. شيء ثقيل 
* * * 

فتوة شعريه

لم أكل شيئا
منذ بداية هذا العام
والجوع القاتل يأكلني
يتسلل سما في الأحشاء
يشطرني في كل الأرجاء
أرقب أشلائي في صمت
فأرى الأشلاء بلا أشلاء
من منكم يمنحني فتوى باسم الإسلام
أن آكل ابني
ابني قد مات
قتلوه أمامي
قد سقط صريعا
بين مخالب جوع لا يرحم
بعد دقائق سوف أموت
و دماء صغيري شلال
يتدفق فوق الطرقات
اعطوني الفرصة كي أنجو
من شبح الموت
لا شئ أمامي آكله
لا شئ سواه
لا تنزعجوا
لست بمجنون أو قاتل
فأنا صليت الفجر و رب الكعبة عشر سنين
لم أترك فرضا
و كثيرا ما أقرأ وحدي
ورد الصوفية كل صباح
و كثيرا ما يسبح قلبي بين القرآن
و أنا والله أصوم و يسحرني
قبس من نور في رمضان
و أهيم وحيدا
حين يطل على قلبي نور الرحمن
وأنا والله أخاف الله
و أخشى يوما تنكرني فيه قدماي
أو يسأم جفني من عيني
و تثور على صمتي شفتاي
أو يهرب وجهي من وجهي
وتموت على جفني عيناي
قد جئت الآن لأسألكم
أفتوني باسم الإسلام
أن آكل ابني
إني والله أبوه و أعرف أمه
أشهد والله بأن امرأتي
ما كانت يوما زانية
كي تزني فيه
ولدي من صلبي أعرفه
من لون الشعر إلى قدميه
وجها هو يحمل لوني
منذ رأيت حقول القمح
تضئ الفجر على عينيه
هو يحمل لون الشعر
و إن كانت أطياف الضوء
تطارد شبح الليل على رأسي
هو يحمل أوصاف شبابي
لكني أشهد أن وليدي
كان عنيد الحلم فلم يحمل
في يوم شئ من يأسي
وهناك على الصدر علامة
وطن مغتصب و كرامة .
لم أنجب غيره
قد عشت أخاف سحابة حزن
سوف تغلف أيامي .
قد عشت أسير بأرض الله
و أجهل خطوة أقدامي
فلماذا أنجب والدنيا
وطن مصلوب الجدران
إني إنسان
أحمل أوصاف الإنسان
أتكلم
أحلم
أمشي أو أبكي
أو أكتب شعرا
حين يطل على عيني وجه الأحزان
لكني لا أملك وطنا
لا بيت لدي ولا عنوان
تلفظني كل الأبواب
تصفعني كل الأعتاب
فأنا مكروه مرفوض في كل كتاب
كل الأبواب أمام العين
يحاصرها شبح الحراس
فأنا محسوب بين الناس
لكني شئ غير الناس .
أحببت صغيري
حملته يداي و أسمعني
أحلى الضحكات
ولدي قد مات
أحمله الآن على صدري
أشلاء ، رفات
كم كنت أصلي في عينيه
و يغمرني ضوء الصلوات
كم كنت أحدق فيه
فألمح عمري بين يديه
كم كنت أصلي الفجر
ويشرق نور الخالق في عينيه
كم كنت أراه الوطن القادم
من أشلاء الوطن المهزوم
كم كنت أراه و أسمعه
يبكي في الليل
فاسمع فيه صهيل الخيل
و ألمح فيه الفرس الجامح
يتهادى فوق الأسوار
أراه المارد يخرج
بين سواد الليل خيوط نهار
و يقول كلاما أفهمه
لكني أبدا لا أحكيه
أعرفتم كيف نقول كلاما في الأعماق
و نخشى يوما أن نحكيه .
ولدي من زمن يسكنني
و أنا من زمن أسكنه
قد عاش زمانا في صدري
و الآن تكفنه عيني
فدعوني آكل من ابني
كي أنقذ عمري .
ماذا آكل من ابني ؟
من أين سأبدأ ؟
لن أقرب أبدا من عينيه
عيناه الحد الفاصل
بين زمان يعرفني
و زمان أخر ينكرني
لن أقرب أبدا من شفتيه
شفتاه نبي مصلوب
برسالة نور تهديني
و بريق ضلال يجذبني
لن أقرب أبدا من قدميه
قدماه نهاية ترحالي
في وطن عشت أطارده
و زمان عاش يطاردني .
ماذا آكل من ابني
يا زمن العار
تكتب أشعارا في الفقراء
و في البسطاء
و حق الثورة و الثوار
تتشدق عن زمن الصاروخ
و عصر العلم
و سوق البورصة و الدينار
تتباكى عن حق الإنسان
شذوذ الجنس و مرضى الإيدز
و حق الشورى و الأحرار
تكفر بالله
تبيع الأرض تبيع العرض
و تسجد جهرا للدولار
لم آكل شيئا من ابني يا زمن العار
سأظل أقاوم هذا العفن
لأخر نبض في عمري
سأموت الآن
لينبت مليون وليد
وسط الأكفان على قبري
و سأرسم في كل صباح
وطنا مذبوحا في صدري .
حاربت كثيرا أعدائي
لم أهزم منهم
حاربني ظلي
حاربني سيفي يا للعار
تسلل في ظلمة ليل
كي يسكن جنبي
حاربني قلبي
كيف الشريان تنكر يوما خادعني
وغدا سكينا في قلبي
فأخي في الله و باسم الدين
و باسم محمد
يقتلني في غرفة نومي
ابني قد مات بسيف أخي
و غداً سأموت بسيف أخي
ملعون يا سيف أخي
في كل كتاب
في التوراة
و في الإنجيل
و في القرآن
ملعون يا سيف أخي
في كل زمان
ملعون يا عار أخي
خوفا من صدر المحكومين
و بطشا من أيدي الحكام
ملعون يا سيف أخي
ماذا أبقيت من الدنيا
و عيون صغيري بعض حطام
رحم موبوء جمعنا
خانتنا كل الأرحام
ما أنت أخي
قد جئت سفاحا يا ملعون و ابن حرام
ملعون يا وجه أخي
فدمي يتحلل في الأنقاض
و بين الموتى و الأيتام
ملعون يا سيف أخي
سيف يتعبد للسفهاء
و يسحقنا تحت الأقدام
من منكم يمنحني فتوى باسم الإسلام
أن أقتل يوما جلادي

و أحطم كل الأصنام
 


" قالت: هل جئت في موعدي..
قلت: ليس المهم أن تجيء الاشياء في مواعيدها.. ولكن المهم أن نشعر أننا في حاجة اليها.."