الاثنين، 5 مارس 2012

الصمت لغه


أمر على الديار ديار ليـلى          أقبّل ذا الجدارَ وذا الجدارا
وما حبُّ الديار شغفن قلبي           ولكن حبّ من سكن الديارا



بربّك هل ضممت إليك ليـلى         قبيل الصبح أو قبّلتَ فاها؟
وهل رفّت عليك قرونُ ليلى         رفيفَ الأقحوانةِ في نداها؟


أعـانقُها والنفـسُ بعـد مشوقـةٌ       إليها، وهـل بعـد العناق تَدانِ؟
وألثـمُ فاهـا كي تزول حرارتـي      فيشتـدُّ مــا ألقى من الهيَمانِ
وما كان مقدارُ الذي بي من الجوى      ليَشفيَـهُ مــا تلثـمُ الشفتـانِ

    كـأن فؤادي ليـس يشفي غليلَـهُ       سوى أن يرى الروحين يمتزجان


بأبي فمٌ شَهِدَ الضميرُ لَهُ      قبلَ المذاق بأنَّه عذبُ
كشهادتي لله خالصــةً      قبلَ العِيان بأنـه ربُّ

أنـا والله أصلـح للمعـالي     وأمشي مشيتي وأتيه تيها
وأمكن عاشقي من لثم خدي     وأعطي قبلتي من يشتهيها

أزورُك أم تزورُ فإن قلبـي      إلى ما تشتهي أبداً يميلُ
وقد أُمّنتُ إن تظمأ وتضحى      إذا وافى إليّ بكَ القَبولُ
فثغري موردٌ عـذبٌ زلالٌ       وفرعُ ذوائبي ظلٌّ ظليلُ


إسقنيها ، بأبي أنت وأمي        
        لا لتجلو الهم عني ، أنت همي
إملإ الكأس ابتساما وغراما
فلقد نام الندامى و الخزامى
زحم الصبح الظلاما فإلاما..
قم ننهنه شفتيا
ونذوب مهجتينا
رضي الحب علينا يا حبيبي
بابي أنت وأمي ، إسقنيها
لا لتجلو الهم عني ، أنت همي
غني واسكب غناك ولماك
في فمي، فديت فاك، هل أراك
وعلى قلبي يداك ورضاك
هكذا أهل الغزل
كلما خافوا الملل
أنعشوه بالقبل يا حبيبي
إسقنيها ، بأبي أنت وأمي        
        لا لتجلو الهم عني ، أنت همي
صبها من شفتيك في شفتيا
ثم غرق ناظريك في ناظريا
واختصرها ، ما عليك أو عليا
إن تكن أنت أنا ،
وجعلنا الزمنا
قطر في كأسنا يا حبيبي
إسقنيها ، بأبي أنت وأمي        
        لا لتجلو الهم عني ، أنت همي


في ثغــرها ابتهـالْ        يهمـسُ لـي تعـالْ
إلـى انعتــاقٍ أزرقٍ       حـدوده المُحــالْ
وشوشـة كريمـــة       سخيّـةُ الظـــلالْ
على فم يجوع فــي        عروقِـه الســؤالْ
يهتف بـي عقيقُــه        غـداً لـك النـوالْ
قومي إلـى أرجوحة         غريقـةِ الحبــالْ
نلوّن المـدى نـدى          ونصبـغ المحـالْ
نأكل مـن كرومنـا          ونطعم الســلالْ
واشرب الفم الصغيرَ         سكّــــراً حلالْ
إن ألثم اليمينَ منـكِ         قلــتِ: والشمـالْ
لا تسألـي:تحبنـي؟         كنـــت ولا أزالْ

القبلة حلال ولاّ حرام؟
القبلة إن كانت للملهـوفْ    اللي على ورد الخد يشوفْ
ياخدها بدال الواحدة ألوفْ    ولا يخشاش للناس مـلام



يقول رجال لا يضيرك نأيها ... ألا كل ما شف النفوس يضيرها 
أليس يضر العين أن تدمن البكا ... ويمنع منها نومها وسرورها 
أرى اليوم يأتي دون ليلى كأنما ... أتت دون ليلى حجة وشهورها 
خليلي ما من ساعة تقفا بها ... من الليل إلا مثل أخرى نسيرها 
حمامة بطن الواديين ألا اسلمي ... سقاك الغر الغوادي مطيرها 
أبيني لنا لا زال ريشك ناعما ... وبيضك في خضراء غض نضيرها 
وكنت إذا زرت ليلى تبرقعت ... فقد رابني منها الغداة سفورها 
ألا يا صفي النفس كيف تقولها ... لو أن طريدا خائفا يستجيرها 
على دماء البدن إن كان زوجها ... يرى لي ذنبا غير أني أزورها 
وإني إذا ما زرتها قلت يا اسلمى وما كان في قلبي لها ما يضيرها 
وقد زعمت ليلى بأني فاجر ... لنفسي تقاها أو عليها فجورها 
وله ولو أن ليلى الأخيلية سلمت ... علي ودوني تربة وصفائح


لسلمت تسليم البشاشة أوزقا ... إليها صدى من جانب القبر صائح 
إذا الناس قالوا كيف أنت وقد بدا ... ضمير الذي بي قلت للناس صالح 
فهل تبكني ليلى إذا مت قبلها ... وقام على قبري النساء النوائح 
كما لو أصاب الموت ليلى بكيتها ... وجاد لها دار من الدمع سافح 
وله في أخرى 
فإن تمنعوا ليلى وحسن حديثها ... فهل تمنعوا مني البكا والقوافيا 
فهلا منعتم إذ منعتم كلامها ... خيالا يمسينا على النأي هاديا 
يلومك فيها اللائمون فصاحة ... فليت الهوى باللائمين مكانيا 
لعمري لقد أسهدتني حمامة العقيق ... وقد أبكيت من كان باكيا 
ولو أن ليلى في بلاد بعيدة ... بأقصى بلاد الله فالحر واديا 
لكانت حديث النفس لا يلحني بها ... إذا علق الركب الحديث فؤاديا 
ذكرتك بالقور التهامى فأصدعت ... شجون الهوى حتى بلغن التراقيا 
بثمدين لاحت نار ليلى وصحبتي ... بقرع الغضا تزجي القلاص الخوافيا 

يا طلعة طلع الحمام عليها ... وجنت لها ثمر الردى بيديها 
وقال ابن السراج فجنى لها 
رويت من دمها الثرى ولربما ... روى الهوى شفتي من شفتيها 


حكمت سيفي في مجال خناقها ... ومدامعي تجري على خديها 
ما كان قتليها لأني لم أكن ... أبكي إذا سقط الذباب عليها 



لو كنت تشفق أو ترق عليها ... لرفعت حد السيف عن ودجيها 
ورحمت عبرتها وطول حنينها ... وجزعت من سوء يصير إليها 
من كان يفعل ما فعلت بمثلها ... إذ طاوعتك وخالفت أبويها 
فتركتها في خدرها مقتولة ... ظلما وتبكي يا شقي عليها  
لكن بخلت على العيون بحسنها ... وشفقت من نظر الغلام إليها 




من مات عشقاً فليمت هكذا
لا خير في عشق بلا موت.