الأربعاء، 8 يونيو 2011

أسد الصحراء (عمر المختار) شيخ المجاهدين



عمر المختار "إننا نقاتل لأن علينا أن نقاتل في سبيل ديننا
وحريتنا حتى نطرد الغزاة أو نموت نحن، وليس لنا أن نختار
غير ذلك، إنا لله وإنا إليه راجعون"
















ركزوا رفاتك في الرمال لواء
يستنهض الوادي صباح مساء

يا ويحهم نصبوا مناراً من دم
يوحي إلى جيل الغد البغضاء

ماضر لو جعلوا العلاقة في غد
بين الشعوب مودة وإخاء

جرح يصيح على المدى وضحية
تتلمس الحرية الحمراء

يا أيها السيف المجرد بالفلا
يكسو السيوف على الزمان مضاء

تلك الصحارى غمد كل مهند
أبلى فأحسن في العدو بلاء

وقبور موتى من شباب أمية
وكهولهم لم يبرحوا إحياء

لو لاذ بالجوزاء منهم معقل
دخلوا على أبراجها الجوزاء

فتحوا الشمال سهوله وجباله
وتوغلوا فاستعمروا الخضراء

وبنوا حضارتهم فطاول ركنها
دار السلام وجلق الشماء

خيرت فأخترت المبيت على الطو
لم تبن جاها أو تلم ثراء

إن البطولة أن تموت على الضما
ليس البطولة أن تعب الماء

افريقيا مهد الأسود ولحدها
ضجت عليك أراجلا ونساء

والمسلمون على اختلاف ديارهم
لايملكون مع المصاب عزاء

والجاهلية من وراء قبورهم
يبكون زيد الخيل والفلحاء

في ذمة الله الكريم وحفظه
جسد ببرقة وأسد الصحراء

لم تبق منه رحى الوقائع أعظما
تبلى، ولم تبق الرماح دماء

كرفات نسر أو بقية ضيغم
باتا وراء السافيات هباء

بطل البداوة لم يكن يغزو على
(تنك) ولم يك يركب للاجواء

لكن أخو خيل حمى صهواتها
وأدار من أعرافها الهيجاء

لبى قضاء الأرض أمسى بمهجة
لم تخش إلا للسماء قضاء

وفاه مرفوع الجبين كأنه
سقراط جر إلى القضاة رداء

شيخ تمالك سنه لم ينفجر
كالطفل من خوف العقاب بكاء

وأخو أمور عاش في سرائها
فتغيرت فتوقع الضراء

الأسد تزأر في الحديد، ولن ترى
في السجن ضرغاما بكى استخذاء

وأتى الأسير يجر ثقل حديده
أسد يجرجر حية رقطاء

عضت بساقيه القيود فلم ينوء
ومشت بهيكله السنون فناء

سبعون لو ركبت مناكب شاهق
لترجلت هضباته أعياء

خفيت عن القاضي،وفات نصيبها
من رفق جند قادة نبلاء

والسن تعطف كل قلب مهذب
عرف الجدود وأدرك الآباء

دفعوا إلى الجلاد أغلب ماجدا
يأسو الجراح ويطلق الاسراء

ويشاطر الأقران ذخر سلاحه
ويصف حول خوانه الأعداء

وتخيروا الحبل المهين منية
لليث يلفظ حوله الحوباء

حرموا الممات على الصوارم والقنا من كان يعطي الطعنة النجلاء

إني رأيت يد الحضارة أولغت
بالحق هدما تارة وبناء

شرعت حقوق الناس في أوطانهم
إلا أُبات الضيم والضعفاء

يا أيها الشعب القريب أسامعُ
فأصوغ في عمر الشهيد رثاء

أم الجمت فاك الخطوب وحرمت
أذنيك حين تخُاطبُ الأصغاء

ذهب الزعيم وأنت باق خالدُ
فانقد رجالك واختر الزعماء

وأرح شيوخك من تكاليف الوغى
وأحمل على فتيانك الأعباء( )



اسد الصحراء - شيخ المجاهدين عمر المختار
المختار اسطورة الصحراء


ينسب عمر المختار إلى قبيلة المنفه إحدى كبريات قبائل
 المرابطين ببرقة، ولد عام 1862م في قرية جنزور بمنطقة
 دفنة في هضبة المرماريكا في الجهات الشرقية من برقة،
 وقد وافت المنية والده مختار بن عمر وهو في طريقه
 إلى مكة المكرمة بصحبة زوجته عائشة.

تلقى عمر المختار تعليمه الأول في زاوية جنزور، ثم سافر
 إلى الجغبوب ليمكث فيها ثمانية أعوام للدراسة والتحصيل،
 وقد أظهر المختار من الصفات الخلقية السامية ما جعله
 محبوباً لدى شيوخ السنوسية وزعمائها متمتعاً بعطفهم
وثقتهم، وعندما غادر السيد المهدي الجغبوب إلى الكفرة
 سنة 1895م، اصطحب معه عمر المختار.

شارك عمر المختار في الجهاد بين صفوف المجاهدين في
 الحرب الليبية الفرنسية في المناطق الجنوبية (السودان الغربي)
وحول واداي. وقد استقر المختار فترة من الزمن في قرو مناضلاً
 ومقاتلاً، ثم عين شيخاً لزاوية عين كلك ليقضي فترة من حياته
 معلماً ومبشراً بالإسلام في تلك الأصقاع النائية. وبعد وفاة السيد
 محمد المهدي السنوسي عام 1902م تم استدعاؤه حيث عين
 شيخاً لزاوية القصور.

ولقد عاش عمر المختار حرب التحرير والجهاد منذ بدايتها يوماً بيوم،
 فعندما أعلنت إيطاليا الحرب على تركيا في 29 سبتمبر 1911م،
 وبدأت البارجات الحربية بصب قذائفها على مدن الساحل الليبي،
 درنة وطرابلس ثم طبرق وبنغازي والخمس، كان عمر المختار في
 تلك الأثناء مقيما في جالو بعد عودته من الكفرة حيث قابل
السيد أحمد الشريف، وعندما علم بالغزو الإيطالي سارع إلى
مراكز تجمع المجاهدين حيث ساهم في تأسيس دور بنينه
 وتنظيم حركة الجهاد والمقاومة إلى أن وصل السيد أحمد الشريف
 قادماً من الكفرة. وقد شهدت الفترة التي أعقبت انسحاب الأتراك
من ليبيا سنة 1912م أعظم المعارك في تاريخ الجهاد الليبي،
أذكر منها على سبيل المثال معركة يوم الجمعة عند درنة في 16 مايو
 1913م حيث قتل فيها للأيطاليين عشرة ضباط وستين جنديا
 وأربعمائة فرد بين جريح ومفقود إلى جانب انسحاب الإيطاليين
 بلا نظام تاركين أسلحتهم ومؤنهم وذخائرهم، ومعركة بو شمال
عن عين ماره في 6 أكتوبر 1913، وعشرات المعارك الأخرى.
 وحينما عين أميليو حاكماً لبرقة، رأى أن يعمل على ثلاث محاور،
 الأول قطع الإمدادات القادمة من مصر والتصدي للمجاهدين في
منطقة مرمريكا، والثاني قتال المجاهدين في العرقوب وسلنطه
 والمخيلي، والثالث قتال المجاهدين في مسوس واجدابيا. ولكن
 القائد الإيطالي وجد نار المجاهدين في انتظاره في معارك أم
 شخنب وشليظيمة والزويتينة في فبراير 1914م، ولتتواصل
حركة الجهاد بعد ذلك حتى وصلت إلى مرحلة جديدة بقدوم الحرب
 العالمية الأولى.

بعد الإنقلاب الفاشي في إيطالي في أكتوبر 1922، وبعد الإنتصار
الذي تحقق في تلك الحرب إلى الجانب الذي انضمت إليه إيطاليا.
تغيرت الأوضاع داخل ليبيا واشتدت الضغوط على السيد محمد
 إدريس السنوسي، واضطر إلى ترك البلاد عاهداً بالأعمال العسكرية
 والسياسية إلى عمر المختار في الوقت الذي قام أخاه الرضا مقامه
 في الإشراف على الشئون الدينية.

بعد أن تأكد للمختار النوايا الإيطالية في العدوان قصد مصر عام 1923م
 للتشاور مع السيد إدريس فيما يتعلق بأمر البلاد، وبعد عودته نظم
أدوار المجاهدين، فجعل حسين الجويفي على دور البراعصة ويوسف
 بورحيل المسماري على دور العبيدات والفضيل بوعمر على دور
 الحاسة، وتولى هو القيادة العامة.

بعد الغزو الإيطالي على مدينة اجدابيا مقر القيادة الليبية،
 أصبحت كل المواثيق والمعاهدات لاغية، وانسحب المجاهدون
 من المدينة وأخذت إيطاليا تزحف بجيوشها من مناطق عدة نحو
 الجبل الأخضر، وفي تلك الأثناء تسابقت جموع المجاهدين إلى
 تشكيل الأدوار والإنضواء تحت قيادة عمر المختار، كما بادر
الأهالي إلى إمداد المجاهدين بالمؤن والعتاد والسلاح، وعندما ضاق
الإيطاليون ذرعا من الهزيمة على يد المجاهدين، أرادوا أن يمنعوا
عنهم طريق الإمداد فسعوا إلى احتلال الجغبوب ووجهت إليها
حملة كبيرة في 8 فبراير 1926م، وقد شكل سقوطها أعباء
 ومتاعب جديدة للمجاهدين وعلى رأسهم عمر المختار، ولكن
 الرجل حمل العبء كاملاً بعزم العظماء وتصميم الأبطال.

ولاحظ الإيطاليون أن الموقف يملي عليهم الإستيلاء على منطقة
 فزان لقطع الإمدادات على المجاهدين، فخرجت حملة في يناير 1928م،
 ولم تحقق غرضها في احتلال فزان بعد أن دفعت الثمن غاليا.
 ورخم حصار المجاهدين وانقطاعهم عن مراكز تموينهم، إلا أن
 الأحداث لم تنل منهم وتثبط من عزمهم، والدليل على ذلك معركة
 يوم 22 أبريل التي استمرت يومين كاملين، انتصر فيها المجاهدون
 وغنموا عتادا كثيرا. وتوالت الإنتصارات، الأمر الذي دفع إيطاليا إلى
 إعادة النظر في خططها وإجراء تغييرات واسعة، فأمر موسوليني
 بتغيير القيادة العسكرية، حيث عين بادوليو حاكماً على ليبيا
 في يناير 1929م، ويعد هذا التغيير بداية المرحلة الحاسمة
 بين الطليان والمجاهدين.

تظاهر الحاكم الجديد لليبيا في رغبته للسلام لإيجاد الوقت اللازم
 لتنفيذ خططه وتغيير أسلوب القتال لدى جنوده، وطلب مفاوضة
عمر المختار، تلك المفاوضات التي بدأت في 20 أبريل 1929م،
 وعندما وجد المختار أن تلك المافوضات تطلب منها مغادرة البلاد
 إلى الحجاز ومصر أو حتى البقاء في برقة والإستسلام مقابل الأموال
والإغراءات، رفض كل تلك العروض، وكبطل شريف ومجاهد عظيم
 عمد إلى الإختيار الثالث وهو مواصلة الجهاد حتى النصر أو الشهادة.

تبين للمختار غدر الإيطاليين وخداعهم، ففي 20 أكتوبر 1929م
 وجه نداء إلى أبناء وطنه طالبهم فيه بالحرص واليقظة أما ألاعيب
 الغزاة. وصحت توقعات عمر المختار، ففي 16 يناير 1930م
ألقت الطائرات بقذائفها على المجاهدين، وقد دفعت مواقف المختار 
ومنجزاته إيطاليا إلى دراسة الموقف من جديد وتوصلت إلى تعيين
غرسياني ليقوم بتنفيذ خطة إفناء وإبادة لم يسبق لها مثيل في التاريخ
 في وحشيتها وفظاعتها وعنفها وقد تمثلت في عدة إجراءات ذكرها
 في كتاب "برقة المهدأة":

إنتهت عمليات الإيطاليين في فزان بإحتلال مرزق وغات
 في شهري يناير وفبراير 1930م ثم عمدوا إلى الإشباك
 مع المجاهدين في معارك فاصلة، وفي 26 أغسطس 1930م
 ألقت الطائرات الإيطالية حوالي نصف طن من القنابل على الجوف
 والتاج، وفي نوفمبر اتفق بادوليو وغرسياني على خط الحملة من
 اجدابيا إلى جالو إلى بئر زيغن إلى الجوف، وفي 28 يناير 1931م
 سقطت الكفرة في أيدي الغزاة، وكان لسقوط الكفرة آثار كبيرة على
 حركة الجهاد والمقاومة.

وفي 11 سبتمبر 1931م نشبت معركة عند بئر قندولة والوديان
المجاورة استمرت يومين، ووقع عمر المختار في الأسر، ومن أسلنطة
 أرسل بحراسة قوية إلى مرسى سوسه حيث نقلته مركب حربية في
 نفس اليوم إلى بنغازي. وصل غرسياني إلى بنغازي يوم 14 سبتمبر
 قادماً من روما عن طريق طرابلس، وأعلن عن انعقاد
 "المحكمة الخاصة" يوم 15 سبتمبر 1931م، وفي صبيحة
 ذلك اليوم وقبل المحاكمة رغب غرسياني في الحديث
 مع عمر المختار، يذكر كتاب (برقة المهدأة):

المختار اسطورة الصحراء


"وعندما حضر أمام مكتبي تهيأ لي أن أرى فيه شخصية
 آلاف المرابطين الذين التقيت بهم أثناء قيامي بالحروب
 الصحراوية. يداه مكبلتان بالسلاسل، رغم الكسور والجروح
 التي أصيب بها أثناء المعركة، وكان وجهه مضغوطا لأنه كان
 مغطيا رأسه (بالجرد) ويجر نفسه بصعوبة نظراً لتعبه أثناء
 السفر بالبحر، وبالإجمال يخيل لي أن الذي يقف أمامي رجل
 ليس كالرجال له منظره وهيبته رغم أنه يشعر بمرارة الأسر،
 ها هو واقف أمام مكتبي نسأله ويجيب بصوت هادئ وواضح.
" وكان أول سؤال وجهه له غرسياني لماذا حاربت بشدة متواصلة
 الحكومة الإيطالية؟" فكان ردّ عمرالمختار "من أجل ديني ووطني."

المختار اسطورة الصحراء


ويستطرد غرسياني حديثه "وعندما وقف ليتهيأ للإنصراف
 كان جبينه وضاء كأن هالة من نور تحيط به فارتعش قلبي
 من جلالة الموقف أنا الذي خاض معارك الحروب العالمية
والصحراوية ولقبت بأسد الصحراء. ورغم هذا فقد كانت
 شفتاي ترتعشان ولم أستطع أن أنطق بحرف واحد، فانهيت
 المقابلة وأمرت بإرجاعه إلى السجن لتقديمه إلى المحاكمة
 في المساء، وعند وقوفه حاول أن يمد يده لمصافحتي ولكنه
 لم يتمكن لأن يدين كانت مكبلة بالحديد."

المختار اسطورة الصحراء


انعقدت محاكمة عمر المختار بعمار الحزب الفاشيستي
(مجلس النواب البرقاوي أيام إمارة السيد ادريس على برقة)
 وكانت المشنقة قد جهزت قبل انعقاد المحكمة، ونفذ حكم
 الإعدام شنقاً في 16 سبتمبر 1931م في مدينة سلوق
أمام جموع غفيرة من أبناء وطنه. وسيظل المختار حيا أبدا

 في قلوب الشرفاء من هذه الأمة.

المختار اسطورة الصحراء

 1. قفل الحدود الليبية المصرية بالأسلاك الشائكة لمنع
 وصول المؤن والذخائر. 2. إنشاء المحكمة الطارئة
في أبريل 1930م. 3. فتح أبواب السجون في كل مدينة
وقرية ونصب المشانق في كل جهة. 4. تخصيص مواقع
 العقيلة والبريقة من صحراء غرب برقة البيضاء والمقرون
 وسلوق من أواسط برقة الحمراء لتكون مواقع الإعتقال
 والنفي والتشريد. 5. العمل على حصار المجاهدين
في الجبل الأخضر واحتلال الكفرة.


وبسمي وبسم كل عربي حر في كل الدنيا
 نسال الله لك الرحمة

رحمك الله يامختار 


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق